هل توجد وصفة سحرية للبدء بالعمل؟
بعد تجارب عدّة وصلت إلى الشكل المثالي الذي يجعلني أكثر إنتاجية. صرت أنسخ هذه البيئة في أي مكان أعمل به.
أعتقد أن ضبط بيئتك أحد أهم أسباب زيادة الإنتاجية في العمل (أو في الحياة الشخصية). منّا من يبدأ العمل بكوب القهوة، والآخر يجب أن تكون الموسيقا التي يحبها في الخلفية، وآخر يجب أن يرتب الغرفة ويعطرها لكي يبدأ يوم عمله. البيئة تزيد من تركيزك وتدخلك «في المود» سريعًا.
بعد تجارب عدّة وصلت إلى الشكل المثالي الذي يجعلني أكثر إنتاجية. صرت أنسخ هذه البيئة في أي مكان أعمل به. صحيح يكون هناك بعض الاختلافات من مكان إلى آخر لكنّي أحرص أنّها متشابهة بنسبة كبيرة.
فمن بين القواعد التي وصلت إليها: أعمل صباحًا دائمًا على مكتبي، فلا أعمل أبدًا على الأريكة أو مع وجود اللابتوب في حضني. أحرص على أن يكون الماء متوفّرًا لدي دائمًا، أحاول أن أشرب لترًا واحدًا خلال ساعات العمل. كما أفضّل ضوء الشمس وإغلاق الأنوار. وأخيرًا أبتعد عن الإزعاج والضوضاء، فلا أحب سماع الموسيقا في أثناء العمل.
من ناحية أخرى، هناك بعض العوامل التي يتّفق الجميع على أنها تزيد من الإنتاجية، من أهمها التحكم بالوقت. قرأت الكثير من كتب تنظيم الوقت، منها المفيد، ومنها المثالي الذي لن تستطيع أن تمتثل إلى قواعده وقوانينه الصارمة والخيالية. فأنا أؤمن أن الخلطة المثالية هي التي تصنعها أنت بنفسك. فاقرأ عن طرائق تنظيم الوقت ولكن جرّبها إلى أن تصل إلى الحل المثالي الذي تعتقد أنّه يناسبك. فأنا آخذ القليل من «كيف تنجز جميع المهام» (Getting Things Done) والقليل من «ديب وورك» (Deep Work)، وأتّبع نظام تخصيص الوقت (Time Blocking) بطريقتي الخاصّة.
بالنسبة إلي هذه القاعدة العامّة من الممكن تطبيقها، ليس على الوقت فقط؛ بل وعلى كل أمور الحياة. مثل هل أنا صباحي أم مسائي، هل أنا أحب الكاتشب أم لا. كلها تستطيع أن تحكم عليها بالتجربة والخطأ حتى تصل إلى الصورة المثالية وتعرف نفسك.
نتبع في ثمانية (وفي الحياة الشخصية أيضًا) نظام التواصل اللاتزامني، فلا أحتاج أن أقرأ أو أرد على الرسالة فور وصولها، فهذا التصرّف غير طبيعي من الأساس. وأنا بدوري أيضًا لا أتوقع ردًّا لحظيًا على رسائلي. إذا كانت المهمّة التي أعمل عليها تحتاج إلى تركيز عال، أفضّل أن أكتم جميع التنبيهات لكي يكون تركيزي كاملًا على المهمّة. كل تنبيه يشتت تركيزي وأحتاج إلى جهد كبير لكي أعيد التركيز مجددًا على مهمّتي الأساسية. بناءً على الأبحاث يحتاج الشخص الطبيعي إلى ثلاث وعشرين دقيقة ليعيد تركيزه كما كان.
مرّة أخرى، لا توجد وصفة سحرية لكي تعمل بشكل أفضل، هي عملية تحتاج إلى وقت طويل من التطوير، ودائمًا البداية صعبة في أي مهمة أو مشروع. لكن ما أن تبدأ يصبح كل شيء أسهل بكثير، فابدأ الآن وهيئ بيئتك، حتى لا تعود إلى نقطة الصفر في كل مرة!
ابق قريبًا من فريق ثمانية، آخر أخبارنا وكواليسنا وتدويناتنا في رسالة خاصة وسرّية جدًا، تصلك في كل أسبوع.