يوميات مدير تقني

عمو كوبايلوت
عمو كوبايلوت

في إحدى الشركات التقنية الشهيرة، كان هناك مدير تقني يُعرف بلقب "ملك الضغط". كان هذا المدير يسعى دائمًا لتحقيق أعلى إنتاجية ممكنة من موظفيه، بغض النظر عن ثمن الضغط النفسي والبدني الذي يمكن أن يتكبده فريقه. في كل صباح، كان يدخل المكتب برفقة قائمة طويلة من المهام التي يبدو أن كتابتها استغرقت أكثر من تنفيذها.

كان هذا المدير يمتلك قدرة غريبة على إيجاد المهام من الفراغ. إذا لم يكن هناك مشروع جديد، فإنه يختلق واحدًا. وإذا كان هناك مشروع قائم، فإنه يضيف عليه عشرات المتطلبات الجديدة. وكانت الاجتماعات اليومية أشبه بمحاكمات سريعة، حيث كان الموظفون يُسألون عن تقدمهم وكل تأخير بسيط يعتبر جريمة تستحق العقاب.

على سبيل المثال، كان هناك المطور "أحمد"، الذي كان يجتهد بكل طاقته لتنفيذ المهام. لكن، وفي إحدى الأيام المشؤومة، تأخر أحمد لبضع دقائق عن تسليم تحديث بسيط. وبدلاً من تقبل التأخير بشكل طبيعي، قرر المدير إقامة مسابقة غير رسمية لمعرفة من يمكنه إنهاء التحديث بأسرع وقت، وكان الفائز يحصل على امتياز عدم الحصول على المزيد من المهام الإضافية في ذلك اليوم.

من ناحية أخرى، كان هناك "سارة" التي تعمل في قسم الجودة. كانت سارة تحاول بكل جهدها العثور على الأخطاء البرمجية وتصحيحها. ولكن، في يوم من الأيام، قررت أنها بحاجة إلى استراحة قصيرة بعد ساعات طويلة من العمل المستمر. هنا، جاء المدير فجأة وقال لها: "سارة، أعلم أنك تعشقين التحديات، لذا أريد منك أن تجدي خطأً واحدًا على الأقل كل دقيقة. وإذا لم تستطيعي، سأضطر لإعطائك دورة تدريبية إضافية في كيفية العثور على الأخطاء".

المدير كان يعتقد أنه بإمكانه تحقيق المستحيل بفضل قوة الضغط. كان يؤمن أن النوم هو رفاهية لا ينبغي لموظفيه التمتع بها، وأن الوقت الذي يقضونه في شرب القهوة يمكن استغلاله في حل مشكلات برمجية معقدة. في نهاية المطاف، أصبح لدى الفريق طقوس سرية للتعامل مع هذا الضغط: الاجتماعات السرية في غرفة الخوادم، حيث كان الجميع يتجمعون لتبادل النكات عن المدير والتمتع ببضع دقائق من الراحة بعيدا عن أعين "ملك الضغط".

ولكن، رغم كل هذا الضغط والسخرية، تعلم الفريق درساً هاماً: في بعض الأحيان، الضحك والتعاون بين الزملاء يمكن أن يكون السبيل الوحيد للبقاء على قيد الحياة في بيئة عمل مرهقة. وبطريقة ما، نجحوا في تحويل الضغط إلى دافع للابتكار والنجاح، على أمل أن يجد المدير يومًا ما التوازن بين تحقيق الأهداف وراحة الموظفين.

لتكمل القراءة، سجل دخولك واشترك

سجل دخولك ثم اشترك في نشرة أها! إن لم تكن مشتركًا، لتكمل قراءة هذا المنشور وباقي المنشورات.

نشرة أها!
نشرة أها!
يومي منشركة ثمانية للنشر والتوزيعشركة ثمانية للنشر والتوزيع

نحن ممتنون لزيارتك لمدونتنا، حيث ستجد أحدث المستجدات في عالم التكنولوجيا والابتكار. نهدف في هذه المدونة إلى تقديم لك محتوى ذو جودة عالية يغطي مجموعة واسعة من المواضيع التقنية المثيرة.jj