لماذا تؤثر فينا الأغاني الوطنية بهذا العمق؟ 🇸🇦🎵
الأغاني الوطنية يتجاوز تأثيرها الترفيه، لتصبح محفزًا نفسيًا وعاطفيًا يعزز فينا الهوية والانتماء.
وجدتني هذا الصباح أردِّد تلقائيًّا «وطني أنا من دون عزّك لا هناك ولا هنا»، وقد تعتقد للوهلة الأولى أني أضفت بُعدًا دراميًا لصباحي بقولي هذا. إذ كيف يُعقَل أن أحفظ هذه الكلمات في عقلي كقصيدة سهلة التذكر عند الاستيقاظ؟
لكن في الواقع يعود الفضل إلى الأهازيج الوطنية التي أطلقتها المؤسسات والشركات في إعلاناتها منذ أسبوع بمناسبة اليوم الوطني. فهذه الأهازيج الجميلة سهَّلت عليّ المهمة، وأصبحت القصيدة عالقة بكلماتها وألحانها في ذهني.
والآن أحفظ على الأقل ستة أشطر من القصائد الغنّاءة التي سأدندنها طيلة يومنا الوطني، منها:
الله أكبر يا بلادي كلّما طلع النهار.. وعَلت على الغيمات رايتك المحاطة بالنخيل.
وتدوينة اليوم من عبدالعزيز تفسّر لك ولي، علميًّا، الأثر الذي تتركه الأغاني الوطنية في حبي لوطني وفي حبك لوطنك. 💚🇸🇦🥹
لماذا تؤثر فينا الأغاني الوطنية بهذا العمق؟
الأغنية الوطنية جزء لا يتجزأ من شعوري بالانتماء، ولها وقعٌ مختلف عليّ عن غيرها من أنواع الموسيقا. وعندما أستمع إلى ألحان الأغاني الوطنية وكلماتها والآلات المستخدمة فيها، يغمرني شعور عميق يربطني بتاريخ هذه الأرض، وبالروح الجماعية التي تشكّل هوية الوطن.
شابٌّ مثلي في بداية العشرينات من عمره، يجد ألبوم «السعودية 1998» للفنان راشد الماجد عملاً يبقى في ذاكرته الموسيقية. يضم الألبوم أربعة أغانٍ، من بينها الأغنية الشهيرة «السعودية»، التي أصبحت أشبه بالنشيد غير الرسمي للجماهير السعودية، بفضل كلماتها «يالسعودي أحيي روحك الحيَّة / نشهد إنك أصيل وطيب الفالي»، التي تُشعرنا بقوة الفخر والاعتزاز بالنفس. فهي ليست مجرد أغنية رياضية تصف فترة وصل فيها المنتخب السعودي إلى قمة عطائه الفني، بل تعبر عن الاعتزاز بالهوية والفخر والانتصار حتى خارج ملاعب كرة القدم.
هذا الأمر جعلني أفكر بشكل أعمق في معنى الأغاني الوطنية، وأثرها في اللاعبين مثلًا قبل المباريات. عندما يسمع اللاعبون أغنية مثل «السعودية»، وإدراكهم أنهم بصدد أداء واجب وطني يتطلب مسؤولية كبيرة، يتعاظم حماسهم مع شعورهم بتمثيل وطنهم. لا توجد موسيقا أخرى قادرة على استحضار مثل هذا الشعور العميق والمحفّز سوى الأغنية الوطنية.
من منظور علم النفس، ثمة العديد من الدراسات التي تناولت تأثير الموسيقا في المشاعر والانتماء. وفقًا لدراسة نشرتها مجلة «Frontiers in Psychology» بعنوان «مراجعة حول الروابط العصبية بين تنظيم العواطف والموسيقا» (Review on Neural Correlates of Emotion Regulation and Music)، يمكن للأغاني أن تثير مشاعر مثل الفخر والانتماء. يعود ذلك إلى قدرة الموسيقا على تنشيط مناطق الدماغ المرتبطة بالعاطفة والذاكرة، بما في ذلك اللوزة الدماغية والحصين، وهي مناطق مسؤولة عن استرجاع الذكريات العاطفية، التي تكون مرتبطة بشكل قوي بالمجتمع والوطن.
تشير الأبحاث أيضًا إلى أن للموسيقا دورًا في تعزيز الهوية الجماعية. فقد ضمَّت مقالة بعنوان «الأوكسيتوسين والموسيقا والتواصل الاجتماعي» (Oxytocin, Music, and Social Connection) دراسةً من جامعة «آرهوس» في الدنمارك، تظهر أن الغناء الجماعي يمكن أن يعزز مشاعر التماسك الاجتماعي بين الأفراد، حيث يؤدي الغناء والموسيقا إلى زيادة مستويات «الأوكسيتوسين»، المعروف بـ«هرمون الثقة» أو «هرمون الترابط». ويمكن ربط هذه الدراسة بالأغاني الوطنية التي تُؤدَّى عادةً بشكل جماعي، مما يُسهِم في تعزيز الروابط بين أفراد المجتمع، ويعزز الشعور بالانتماء إلى الوطن.
الأغنية الوطنية يتجاوز تأثيرها الترفيه، لتصبح محفزًا نفسيًا وعاطفيًا يعزز فينا الهوية والانتماء، مهما اختلفت أعمارنا وتجاربنا وخلفياتنا الثقافية. فهي تغذي الروح الجماعية، وتربطنا بوجودٍ أكبر من أنفسنا.
ومهما اختلفت وتطورت معاني الأغنية الوطنية وكلماتها وألحانها، تظل تجمعنا بروح واحدة حول حبّ الوطن.
الإثنين للاثنين 👩❤️👨
فقرة حصريّة
اشترك الآن
لمحات من الويب
للمهتمين بالمخطوطات والوثائق التاريخية، موقع مكتبة الفاتيكان أصبح متاحًا للبحث.
تطبيق (Reader) يجمع لك محتوى القراءة في صندوق بريدي واحد. (توصية ذ فيرج)
هلا هلا هلا.
قفزة إلى ماضي نشرة أها! 🚀
كما تؤدي الأجواء دورًا محوريًا في جميع الأنشطة التي يكون جوهرها المتعة؛ تزيدنا أغاني أم كلثوم وصوتها حلاوة في مقاهي القاهرة ليلًا. 🎤
مشكلة الأغاني التي تقحم التقنية في كلماتها أنها ستفتقد للمعنى بعد وقت. وقد تحتاج إلى موسوعة وفيديوهات تاريخية تشرحها لك. 💌
نحن ممتنون لزيارتك لمدونتنا، حيث ستجد أحدث المستجدات في عالم التكنولوجيا والابتكار. نهدف في هذه المدونة إلى تقديم لك محتوى ذو جودة عالية يغطي مجموعة واسعة من المواضيع التقنية المثيرة.jj