عدد خاص: من أنت حين تبحث في ويكيبيديا: الصيّاد أم الفراشة؟ 🥷🏻🦋
مهما بلغت العكارة التي تشوب صفاء بئر ويكيبيديا المعلوماتيّ، لا أحد منا ينكر أنها منحتنا أقرب صورة إلى الموسوعة المثالية.
تعديل علي مقال مجدول بالفعل
إذا اعتمد زوج وزوجته على حساب تك توك أو إنستقرام مشترك في عرض حياتهما على العامة وربح الأموال منه، من يحق له حضانة الحساب المشترك في حال الطلاق، ومن يحق له النصيب الأكبر من مال الإعلانات؟ 😳
وفقًا لوول ستريت جورنال، يعتمد الجواب على الطرف الذي بذل الجهد الأكبر في حبك المقاطع، وتحريرها، وجذب المتابعين، والأقدر بينهما على إقناع الناس بمواصلة متابعته وحده دون شريكه اليومي في إنتاج محتوى الزواج السعيد. 🤷🏻♀️
من أنت حين تبحث في ويكيبيديا: الصيّاد أم الفراشة؟
إن كنتَ طالبًا جامعيًّا، فعلى الأغلب لن يستسيغ أستاذك تحديد ويكيبيديا مصدرًا معلوماتيًّا في بحثك. وإن كان يشبه معلمتي الاجتماعيات في مرحلة المتوسط، سيرمي البحث في وجهك (واشكر ربك أنَّ بحثك ليس مكتوبًا على كشكول كبير بغلاف كرتوني صلب).
لكن ويكيبيديا دومًا، ومنذ ظهورها الأول، باتت تمثِّل للبشرية جمعاء البئر الأولى التي نبحث فيها. ونحاول استخراج أكبر قدر من المعلومات منها، قبل انتقالنا إلى الآبار العلمية الموثوقة (الشحيحة عربيًّا للأسف والمتكاثرة على مروج الإنترنت إنقليزيًّا) لتمحيص ما استخرجناه من ويكيبيديا.
لكن تبيَّن أنَّ طريقتنا في استخراج المعلومات من ويكيبيديا ليست واحدة، ويمكن اختزالها إلى ثلاث صور استعاريَّة: الصيّاد والفراشة والراقص. هذا التقسيم جاء بناءً على دراسة نُشرَت قبل أيام، وشاركت دورية (Nature) نتائجها في مقال بعنوان «دراسة تكشف ثلاثة طرق لسقوطك في غياهب ويكيبيديا» (Study reveals three ways to disappear down a Wikipedia rabbit hole).
تحلِّل الدراسة أنماط البحث في مقالات ويكيبيديا لدى نحو نصف مليون بشري، في خمسين دولة حول العالم، خلال أربع عشرة لغة، بالتعاون مع مؤسسة ويكيميديا. وتقول الباحثة داني باسيت، الباحثة في تخصُّص الفضول الإنساني في جامعة بنسلفانيا والكاتبة المشاركة في الدراسة، أنَّ هذه الصور الاستعارية الثلاث تمثِّل ثلاثة دوافع فضولية لدى الإنسان:
«فالمعلومات التي جمعناها تتركَّز على نمط تنقُّل المتصفِّح في صفحة الويكيبيديا، من صفحة إلى أخرى، ومن رابط لآخر، ومن هذه المعلومات تمكنَّا من تصميم نماذج شبكيَّة لهذه الحركة. فالهدف أن نعرف كيف يتحرك الناس في هذا الفضاء المعلوماتي الشاسع؟ ما الروابط التي يضغط عليها وما الروابط التي يتجاهلها؟ وكيف تبدو هذه الشبكة المعلوماتية لدى كل متصفِّح؟ وهل لاختلاف اللغة والدولة والثقافة تأثيرٌ في تكوين هذا النمط؟»
ننتقل الآن إلى مسميَّات التصنيف الفضولي، بدايةً مع الصيّاد. والصيّاد هو الباحث الذي يتحرَّك بين صفحات ويكيبيديا وروابطها على نحوٍ منطقي بحثًا عن إجابة لسؤال محدد، ووفق خطة بحث واضحة لا يحيد عنها يمينًا ولا يسارًا، مهما وجد من مغريات للقفز إلى مواضيع أخرى فرعية تثير فضوله. وأجل، كما توقَّعتَ تمامًا، الصيّاد لا يمثّل أغلبيتنا، التصنيف الذي يمثلّنا تصنيف الفراشة.
الفراشة، الكائن الاجتماعي المتململ التي سرعان ما تخفق جناحيها في انتقالها من زهرة لأخرى استجابةً لمؤثرات تلك الزهرة من لون ورائحة وشكل، تمثِّل الباحث الذي يسعى إلى حبيبات معلوماتيَّة متنوعة دون تركيز على ضرورة وجود رابط بينها، أو الاستغراق في البحث ومعرفة تفاصيلها.
أما الراقص، فهو الباحث الإبداعي. يسمح لنفسه بالتنقُّل بحرية دون خطة مسبقة بين الصفحات والروابط وبين معلومات مختلفة، لكن بهدف العثور على رابط يجمعها، وبهدف استكشاف نتائج جديدة وشكلًا فكريًّا فريدًا للمعلومات التي يجمعها.
من النتائج الجانبية التي حاولت الدراسة استكشافها، وتحتاج إلى مزيد من البحوث والدراسات، مدى العلاقة بين الدولة التي ينتمي إليها الباحث ونمط بحثه الفضوليّ.
يشير التوقُّع الأولي إلى أنَّ النهج التعليمي الذي تعتمده الدولة ومدى تشجيعه على حرية البحث، ومدى المساواة في فرص التعليم بين الجنسين، يقرران إلى حد ما هذا النمط. كلما ارتفعت المساواة في فرص التعليم وحرية البحث، ينحو النمط الفضولي إلى الفراشة والراقص، وكلما انخفضت ينحو النمط الفضولي إلى الصيّاد. لكن تؤكد باسيت أنَّ استنباط هذه العلاقة مجرَّد توقعات، ولم يتمكن الباحثون من استكشاف عوامل واضحة بعد.
مهما بلغت العكارة التي تشوب صفاء بئر ويكيبيديا المعلوماتيّ، لا أحد منا ينكر أنها منحتنا أقرب صورة إلى الموسوعة المثالية، وحرية إشباع فضولنا بالنمط الذي نريد. وإن كان أستاذك يعيب عليك اعتمادها مصدرًا في بحثك (وبالمناسبة هو محق) فهذا لا يعني أنه لا يلجأ إليها بنفسه كل يوم.
فاصل ⏸️
لمحات من الويب
«الأمل وجبة إفطارٍ جيدة لك أول النهار، لكنه أسوأ عشاء تختم به يومك.» فرانسيس بيكون
هل تصوُّر نسخة أفضل من مستقبلك يساعدك على تحقيقه؟
أداة الذكاء الاصطناعي (Help Me) من قوقل تساعدك على كتابة إيميلاتك.
نحن ممتنون لزيارتك لمدونتنا، حيث ستجد أحدث المستجدات في عالم التكنولوجيا والابتكار. نهدف في هذه المدونة إلى تقديم لك محتوى ذو جودة عالية يغطي مجموعة واسعة من المواضيع التقنية المثيرة.jj