لماذا توقفت النشرة السريّة
أدركنا أن «النشرة السريّة» فقدت بريقها، وغاب رأي ثمانية فيها. تحولت إلى نشرة عاديّة، بلا طعم ولا رائحة ولا لون.
أرسلنا أول نشرة سريّة في أبريل 2017 — قبل ست سنوات، لـ 86 مشتركًا فقط. كان عنوانها: «مرحبًا أيّها العالم: مجتمع ثمانية». كان الهدف منها أن نكون أقرب لجمهور ثمانية، لأنّهم كما قلنا فيها: من يساعدنا لصناعة المزيد والأفضل.
بدأناها بنشر ملخص إنتاجاتنا خلال الأسبوع، بطريقة عرض متواضعة، أو أقل من ذلك. تطورنا، وصرنا ننشر فيها إعلانات ثمانية عن منتجاتها الجديدة، أو الحصريّة: العصفورية.
ست سنوات مرّت، كانت كفيلة بتغيير الكثير في العالم. ولأن ثمانية جُزء منه، طرأت هذه التغييرات علينا أيضًا. خلال هذه المدّة، تضاعفت منتجات وإنتاجات وإعلانات ثمانية. وتضاعف فريقها داخل الرياض وخارجها، عشرة أضعاف.
خلال هذا الانفجار الكبير، كان يسألنا النّاس، كما نسأل أنفسنا بين الحين والآخر: ما الذي يُميز ثمانية عن بقية منصات المحتوى العربيّة؟ هل كثرة الإنتاجات أم تنوّع البرامج، ولماذا تميّز وانتشر بودكاست فنجان، مقارنةً ببرامجنا الأخرى، «أرباع» على سبيل الدقة.
كانت لهذه الأسئلة إجابات مختلفة، ومُترامية. حتّى جاء اليوم الذي صاح فيه كبيرنا الذي علمنا السحر: «وجدتها… الرأي!». يقول جون كولينز، مدير المحتوى في خدمة إنتركوم، في مقالة عن أهمية الرأي في المحتوى التسويقي: «أن تكتب مقالة أو تنشر محتوى بلا رأي، لن يوصلك لأي مكان».
في الخط التحريري ثمانية منصّة محايدة، لكنّها تُمكّن أصحاب الرأي. نحرص أن يكون كل ما ننشر في ثمانية له رأي، ونوظّف معنا أشخاصًا لهم آراء واضحة ومُعبرة، يريدون إنتاج محتوى له رأي. غير أننا نحب أن نعمل مع صنّاع محتوى لهم آراء.
يمتد الرأي لما هو أبعد من المحتوى، يصل إلى طريقة إدارة الشركة، وبيئة عملها، وثقافتها الداخلية قبل الخارجية. لدينا رأي في طريقة إدارة الاجتماعات، ورأي في الاستراتيجيات والخُطط الخمسية، ورأي في فصل الموظفين، ومعايير توظيفهم.
نستخدم أدوات وتطبيقات ذات رأي. «بيسكامب» البرنامج الذي تعمل عليه كل ثمانية، بدأ لأن صاحبها جيسون فريد، لديه رأي في شكل العمل وإدارة المشاريع كيف يجب أن تكون. كذلك، «أبل» الشركة التي نتطلّع لمنتجاتها، لها آراء في كل شيء، التصميم وتجربة المستخدم. «بيكسار» أحد أعظم نماذج الشركات الإبداعيّة، ما صنعها بهذا الشكل إلا مجموعة من الآراء في إدارة العملية الإبداعيّة.
كل هذه النماذج، قرأنا أو سمعنا عن آرائهم في كتب أو لقاءات أو مقالات. وزاد إيماننا بأن ما يصنع الشركات التي نتطلّع إليها، آراءٌ صارمة مُترامية يمنةً ويسرة.
ثمانية ليست بعيدة عنهم، فخلال السنة الماضية — 2022. غيّرت هيكلتها الداخلية ثلاث مرّات، لتضمن الرشاقة في الحركة والسرعة في اتخاذ القرار. انتقلت ماليًّا من شركة تعتمد كل كبيرة وصغيرة في الصرف، إلى شركة تُحقق في كل مصروف غير اعتيادي فقط.
لكن، إذا عدت لقراءة النشرة السريّة خلال العام ذاته، لن تجد موضوعًا واحدًا، عن كل هذه التحديات والتحديثات، والأهم، (الآراء) التي غيّرت وشكلت ثمانية كما هي عليه اليوم.
مع نهاية العام، أدركنا أن «النشرة السريّة» فقدت بريقها، وغاب رأي ثمانية فيها. تحولت إلى نشرة عاديّة، بلا طعم ولا رائحة ولا لون. فيها كثير من «الحلطمة»، وقليل من الآراء. وصارت (أبعد) من مجتمع ثمانية وجمهورها الأوّل، فريق ثمانية ذاته.
ولأن إعادة النظر وتقييم المنتج والعودة للبوصلة من حين لآخر، أمر نعمل به في كل إنتاجاتنا. توقفنا عن إرسال النشرة السريّة خلال الأسبوعين الماضيين، غيّرنا شكلها وآلية عملها، لما يجب أن تكون عليه: نشرة تُمثل رأي ثمانية.
إليكم، النشرة السريّة، بحلة تُناسب مرور ست سنوات عليها. نعدكم أن تقرؤوا فيها رأيًا جديدًا واضحًا كل أسبوع، إداريًّا أو تحريريًّا أو إبداعيًّا.
نشرح من خلالها دهاليز ثمانية وكواليسها وعقلها، كيف نُفكّر ونعمل، وكيف ننظر إلى مفاهيم الأعمال والشركات، وكيف نتعامل مع القرارات، وما آخر تحديثات دستورنا.
لعلنا بها، نوثّق رحلة أكبر شركة إعلامية عربية ناشئة، ونقول: «مرحبًا أيّها العالم: هذا رأي ثمانية».
ابق قريبًا من فريق ثمانية، آخر أخبارنا وكواليسنا وتدويناتنا في رسالة خاصة وسرّية جدًا، تصلك في كل أسبوع.