لماذا ثمانية تخسر

يأتي قرار «أن نخسر» لنستثمر أكثر في ما نفعل؛ بهدف تحصيل أرباح أكبر على المدى البعيد. هذه الأرباح تأتي من الاستحواذ على حصة كبيرة في السوق.

منذ بدأت «ثمانية» في 2016 وهي تربح كل سنة بنموّ جيد، وعوائد تتضاعف من سنة إلى أخرى. إلّا أنها سجّلت خسارتها الأولى في 2021، واستمرت هذه الخسارة كذلك في 2022.

يأتي قرار «أن نخسر» لنستثمر أكثر في ما نفعل؛ بهدف تحصيل أرباح أكبر على المدى البعيد. هذه الأرباح تأتي من الاستحواذ على حصة كبيرة في السوق، بإيرادات مضاعفة تغطي الخسائر السابقة، وتؤمّن نموذج عمل مستدام يضبط التكاليف دون أن يضر بالمزية التنافسية التي تقدمها «ثمانية».

هو قرار يضع النمو المضاعف أولوية قبل الربحية. بفريق إداري كفء، ومجلس وشركاء مؤمنين بمستقبل هذه الشركة وتوجه الأسواق التي تعمل فيها.

حتى نعرف لماذا خسرت «ثمانية» في 2022، لا بد أن نعرف أولًا أين ذهبت المصروفات؟

فكان معظمها للأسباب الآتية:

1. «ثمانية» تُحارب في سوق تتنافس على المواهب النادرة

فاستقطاب المتميزين العرب صعب؛ لقلّتهم، ومِن ثَم ارتفاع رواتبهم وبقيّة توقعاتهم.

هذا ينطبق على الفرق المبدعة، التي تأتيها عروض من وكالات إعلانية، أو دور إنتاج درامية بعيدة من الخط الوثائقي الذي تنتهجه «ثمانية».

وهذا يجري على بقية الفرق: التقنية والتسويق والأعمال. فكيف نستقطب المبرمج الممتاز من الشركات التقنية العملاقة؟ أو كيف نوفر خيار جاذبًا للإداري الرائع؛ ليصرف نظره عن عرض مغرٍ من شركة استشارية أو من بعض الجهات الحكومية؟!

لذلك تشكل الرواتب 65% من إجمالي مصروفاتنا. وتساعدنا على الآتي:

  • ضمان جودة عالية، فننتج أفضل محتوى عربي، بل نستطيع أن نقول إنه من أفضل إنتاج العالم بأجمعه.

  • ابتكار منتجات جديدة تمنحنا الأسبقية في السوق.

  • نستثمر في محتوى نوعي يأخذ وقتًا أطول في إنتاجه.

  • تأمين فرق إدارية قوية في التسويق والتقنية والأعمال والموارد البشرية. تزيد انتشار محتوانا، وتتيح جذب إيرادات أكثر، وتقتنص فرصًا للتوسع والاستحواذات.

نؤمِن أنّ إثراء المحتوى العربي ورفع الجودة إلى المستوى الذي يستحقه العرب يتطلبانِ مواهب فذة وعقولًا مبدعة. وهذه المواهب تحتاج بيئة رائعة وسلّم رواتب مُنافسًا وزملاء أكفاء يدعمون تطورّهم وإنجازهم.

2. «ثمانية» أنتجت ونشرت 700 مادة أصيلة في 2022

«ثمانية» هي الشركة العربية الناشئة الوحيدة التي تنتج حلقة «بودكاست» يوميًا، ووثائقيًّا كل 3 أيام، وعشرات النشرات البريدية شهريًّا.

لننتج بهذه الكثرة، دون المغامرة بالجودة، علينا الاستثمار بكثافة في ميزانيات الإنتاج. وتشمل مصاريف أكثر من 50 مستقلًّا ومتعاونًا، واستئجار المعدات والمواقع، ومصاريف السفر والضيافة وغيرها.

3. «ثمانية» تبني الأصول

تتنوع هذه الأصول في طبيعتها؛ فمثلًا:

  • جميع برامجنا لها هوية بصرية -وبعضها سمعية- تمثل أصولًا غير ملموسة للشركة.

  • لدينا 3 مقرّات مختلفة في مدينتين، وننوي الإعلان عنها وعن مرافقها فور جاهزيتها.

  • نملك معدّات وأدوات تصوير لنضمن سلاسة الإنتاج.

النتيجة:

كل هذه العوامل أنتجت لنا نموًّا هائلًا (HyperGrowth) في جميع الجوانب.

هنا نستعرض أداء «ثمانية» في عام 2022 مقارنة بعام 2021:

  • المنتجات: زادت من 7 إلى 22 منتجًا (أكثر من 3 أضعاف).

  • المطبخ (البحث والتطوير): كنّا قادرين على العمل على منتجات جديدة، وطوّرنا في 2022 عشرة منتجات قد ترى النور قريبًا.

  • استهلاك المحتوى: تضاعف من 45 مليونًا فحسب إلى 133.7 مليون استماع ومشاهدة وقراءة.

  • المتابعة في المنصات: من 1.1 مليون إلى 3 ملايين مشترك ومتابع.

  • الإيرادات: ارتفعت من 5.5 مليون إلى 17.2 مليون ريال.

«الزبدة»:

الأكيد أنه كان باستطاعتنا توفير أكثر من 6 ملايين ريال لنخرج بربحية هذا العام. ولكن سيكون ذلك مقابل تفويت فرص نموّ قد لا تتكرر في السوق، أو تأخر البدء في مشاريع ستدرّ علينا أضعاف كلفتها.

هذا السبب هو ما يجعل «أمازون» -التي بدأت عام 1995- تحرق أكثر من 2.8 مليار دولار ولا تحقق ربحها الأول المتواضع إلا في 2001. ولكنّ «أمازون» استخدمت كل إيراداتها، وقادت جولاتها الاستثمارية، وأمّنت القروض اللازمة للاستحواذ على أكبر قدر من السوق، وبعدها بدأت تجني ثمار نموها.

المبدأ نفسه طبقته كثير من الشركات مثل «سنابشات» و«أوبر» و«تويتر»، جميعها لم تحقق أي أرباح إلّا بعد 10 سنوات أو أكثر من تأسيس الشركة.

فهذه الخسارة في هذا السياق غير مقلقة ما دامت في سعينا إلى دعم النمو واستمراره، خصوصًا أن هذا طبيعي في مثل عُمر شركةٍ كـ«ثمانية». وأيضًا، سنجد حلولًا لسدّ العجز وضبط التدفّق النقدي، لتمويل عمليات إنتاج وتسويق أفضل محتوىً ممكن عربيًّا.

النشرة السرّية
النشرة السرّية
منثمانيةثمانية

ابق قريبًا من فريق ثمانية، آخر أخبارنا وكواليسنا وتدويناتنا في رسالة خاصة وسرّية جدًا، تصلك في كل أسبوع.