كيف يختلف «سياق» عن غيره؟

كيف نقرر الموضوع وما معاييرنا في «سياق»؟

تغزو المقاطع التعليمية التي تجيب عن آلاف الأسئلة جميع وسائل التواصل الاجتماعي. أحيانًا تكون الإجابات بديهية، وأحيانًا يمكنك الإجابة عن السؤال خلال ثوان بالاستعانة بقوقل، أو بعد تفكير دقيقتين، ولكن ما الذي يميز برنامج «سياق» من غيره؟ 

كيف نقرر الموضوع وما معاييرنا في «سياق»؟

أولًا: لا بد أن يكون سؤالًا يشغل الناس ويخمنون إجاباته دون معرفتها معرفة أكيدة أو صحيحة، مثل «ليه عُمان ما يصومون معنا؟»، و«وين راح العجّ الأحمر بالرياض؟»، و«هل السعرات الحرارية في المطاعم صحيحة؟».

ثانيًا: يتحتم أن تكون الإجابة مفيدة ومثرية للمتلقي، وألّا يجدها ببحث سريع على الإنترنت، وهذا يستدعي جهدًا إنتاجيًا وبحثيًا بالتعاون مع متخصصين في المجال يشاركوننا أبحاثًا من صميم الموضوع، أو بالتواصل مع الجهات المسؤولة للتعمق أكثر ومعرفة الجواب. وهذا الفرق في «سياق» وما يميزه من أي شروحات أخرى؛ فالإجابة تجدها في «سياق» وحده.

ثالثًا: ملاءمته زمنيًا، فأحيانًا تتولد الأسئلة بالتزامن مع حدث معين، مثل: «ليه السعودية بتستضيف إكسبو؟»؛ فكثيرون لا يعرفون ما «إكسبو» وما أهميته ولماذا تسعى السعودية لاستضافته؟ وأخيرًا معيار مهم جدًا هو مدى ارتباط الموضوع بنا وبثقافتنا وتاريخنا وحاضرنا. ومنطلق هذا المعيار أن الإنترنت متضخم بالمحتوى الغربي عن العالم الغربي؛ فليس من المنطق التساؤل عن صعوبة حركة المرور في نيويورك وأنا في الرياض. 

ولن تكتمل المعايير أعلاه إلا بوجود قصة ممتعة سرديًا وبصريًا، بخاصة أن معظم المواضيع فيها كثير من التعقيدات والمبادئ العلمية التي بقيت في الكليات؛ لأنها تُنقل بطريقة مملة، وعلى عاتقنا نقلُها إلى الناس بالشكل الملائم، فنوازن في المعادلة الصعبة بين الحفاظ على الدقة العلمية ومحتوى ممتع سهل وقابل للتداول وفتح أبواب النقاش فيه بين الجميع؛ لأني أؤمن أن الإنسان أيًا كانت ميوله سيهتم بما تقول، إذا (وفقط إذا) احترمتَ عقله وأوصلت إليه المعلومة بالطريقة المناسبة للمكان الذي يراها منه، وأقصد بالمكان مواقع التواصل الاجتماعي؛ لذلك نحرص على سرد قصة ممتعة قيّمة تناسب سياق المكان المنشور فيه. 

ولكن على الرغم من كل هذه المعايير، وربما بسببها، نغربل ونتخلى عن كثير من المواضيع، فمثلًا: منذ سنة ونصف أرغب في عمل حلقة عن الاستمطار في الرياض، ولكن الأمر الذي أبقاه خارج السياق رغم جاهزية النص أن الإجابة التي وصلت إليها حتى الآن «لا تسمن ولا تغني من جوع».

هذا ما يحدث في كثير من مواضيع «سياق»، نبحث فيها، ونستثمر وقتًا وجهدًا كبيرين، ولكن نصل إلى استنتاج وصلنا إليه من قبل، وهو أن الإجابة متوقعة أو معروفة، وهكذا تُوأَد أفكار مثل «ليه ما عندنا مطاعم فايزة بنجوم ميشلان في الرياض؟»، أو «ليه صرنا نحب نتفرج وقت الأكل؟»، أو «ليه تغير تويتر إلى X؟». 

ودائمًا أقول: «إذا الإجابة موجودة في ويكيبيديا فالأفضل تبقى فيها». 

النشرة السرّية
النشرة السرّية
منثمانيةثمانية

ابق قريبًا من فريق ثمانية، آخر أخبارنا وكواليسنا وتدويناتنا في رسالة خاصة وسرّية جدًا، تصلك في كل أسبوع.